في تغطية خاصة لحادث مترو الانفاق

اقتحم سائق مترو في ثاني أيام العيد محطة حلوان. وتحول الي ثور هائج حيث حطم البوفية ودورة المياه.. وكان القدر رحيماً بالركاب حيث انقذهم من كارثة كادت تودي بحياة العشرات منهم.
أجمع شهود العيان ان السائق انشغل بأطفال عربة السيدات الأولي وبطرقهم علي كابينة القيادة حيث تركها ونزل اليهم لينهرهم وأمسك بواحد منهم واصطحبه معه للكابينة مما افقده تركيزه فوقع الحادث.
بدأت احداث الواقعة في حوالي الساعة السادسة والنصف مساء أمس.. عندما كان قائد المترو ويدعي محمد سليمان متوجهاً الي محطته الأخيرة "حلوان" وكانت الأمور تسير علي ما يرام.. وفوجئت السيدات بالعربة الأولي والمخصصة لهن بالسائق يخرج عليهن وينهر الاطفال الذين يلعبون ويطرقون علي كابينة القيادة.. وخاف الاطفال من صوته وجري كل واحد منهم يحتمي بوالدته سوي طفل واحد وقف متحدياً فما كان من السائق الا أن أمسك به وأدخله عنوة الي كابينة القيادة.. وبعدها فوجئ ركاب القطار بصوت ارتطام شديد وغبار وأتربة كثيفة ثم فتحت أبواب عربات المترو التسعة.. وطلب ناظر محطة حلوان من الركاب عن طريق الميكروفونات مغادرة المترو علي الفور.. ليفاجأ الركاب ان السائق اقتحم غرفة البوفيه ودورة المياه وحطمهما تماماً.
أسفر الحادث عن اصابة 43 راكباً ونقلهم الي مستشفي حلوان العام حيث تم علاج 39 منهم وخروجهم.. بينما تم احتجاز 4 لاصابتهم.
انتقل الي مكان الحادث المهندس مجدي العزب رئيس جهاز مترو الانفاق واللواء سامي سيدهم نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة والعميد سامي لطفي مفتش مباحث حلوان.
أكد "المهندس" مجدي عزب ل "المساء" انتظام حركة القطارات وانه يصعب الآن التكهن بكيفية وقوع الحادث.. وانه سيتم رفع الشريط الموجود في غرفة القيادة "الصندوق الأسود" والذي يسجل كل ما يدور مع السائق وتشكيل لجنة لتحليله.
أشار الي ان حركة القطارات انتظمت بعد وقوع الحادث بدقائق.. وانه بعد معيانة النيابة لقطار المترو سيتم رفع القطار واصلاح التلفيات التي حدثت.
أشار رئيس جهاز المترو الي ان قطارات المترو بها وسائل أمان عالية وانه سيتم دراسة الاسباب التي أدت الي وقوع الحادث بعد انتهاء اللجنة من عملها لتلافي وقوعها مستقبلاً.انتقلت "المساء" الي مستشفي حلوان العام والذي استقبل 43 مصاباً تم نقلهم بواسطة 15 سيارة إسعاف باشراف أحمد فتح الله مشرف غرفة اسعاف القاهرة.. وأكد د. محمد عبد الرحمن مدير ادارة حلوان الطبية ان حالات المصابين مستقرة وان اصابتهم ما بين كسور وكدمات بسبب قوة الارتطام التي حدثت نتيجة الاصطدام.
أكد انه تم استدعاء عدد من الأطباء من بعض المستشفيات في تخصصات جراحة العظام.. وأجراء اشاعات للمصابين حيث خرج 39 مصاباً بينما بقي 4 تحت الملاحظة وان بعض الحالات تحتاج للتدخل الجراحي.
أشار الي أن معظم المصابين يعانون من ألم شديد وهذا أمر طبيعي وسيتم التغلب عليه بالمسكنات.
انتقل فريق من وكلاء نيابة جنوب القاهرة.. حيث تمت معاينة القطار ومكان الحادث والاستماع الي المصابين.. وتم التحفظ علي سائق المترو محمد سليمان في المستشفي لاصابته بصدمة عقب الحادث افقدته الحركة والنطق.. وأكد الاطباء ان الصدمة أمر مؤقت وستزول بمرور الوقت وسيسترد "السائق" عافيته.
قام المقدم ياسر الشناوي رئيس مباحث حلوان بوضع حراسة مشددة علي غرفة السائق الذي تم وضعه علي كرسي متحرك حيث حاول الأهالي الفتك به والنيل منه.
التقت "المساء" بالمصابين والركاب الناجين حيث اجمعت سيدات العربة الأولي علي ان اهمال السائق هو العامل الرئيسي في الحادث.
قالت فيولا أنور: كنت عائدة الي منزلي بحلوان واستقللت العربة الأولي وكان بها العديد من الأطفال احدثوا ضجيجاً وكانوا يطرقون علي باب غرفة القيادة طوال الرحلة.. ولا أعرف السبب الذي جعل السائق يخرج من غرفته و"يشخط" في الأطفال وكنا قد دخلنا محطة حلوان وأمسك بأحدهم وأدخله معه الي غرفة القيادة وبعدها لم نشعر بشئ.
رباب عبد الحميد عبد الودود قالت: لا أستطيع الكلام و"السائق" يتحمل مسئولية الحادث.
هبة قلدس: كنت استقل العربة الأولي وتصرف السائق عرض حياة ركاب المترو للخطر ولا أعرف كيف يترك سائق مترو كابينة القيادة مستهيناً بحياة مئات الأرواح ليجري وراء أطفال صغار.
قمر السويفي: السيدات سقطن فوق بعضهن بالعربات نتيجة قوة الارتطام.. حتي المقاعد تطايرت.
جمال الدين يحيي ابراهيم مهندس بالصرف الصحي: كنت في زيارة لبعض أقاربي لتهنئتهم بالعيد وبصحبتي طلفتي ندي "6 سنوات" وجلسنا بالعربة الثانية وعند دخول المترو الي رصيف محطة حلوان سمعت أصوات صراخ شديد ثم صوت ارتطام قوي فقمت بحمل طفلتي وضمها الي صدري وبعدها انفتحت أبواب المترو وخرجت مسرعاً لأجد الغبار الكثيف يغطي المكان والناس تجري في كل اتجاه.. وكأننا في "يوم الحشر". ورغم ان الألم كان يمزق صدري إلا أنني تحاملت علي نفسي وخرجت بطفلتي الي الشارع وحملني رجال الإسعاف الي المستشفي.
علي خلاف "بالمعاش" قال استقللت المترو من محطة طره متوجهاً لزيارة شقيقي في حلوان لتهنئته بالعيد.. وحدث ما حدث والنتيجة أن ركبتي انكسرت وتحتاج الي "مسامير".
فتحي عبد الرحمن "موظف" بشركة حلوان وجدناه يصرخ علي سرير المستشفي مطالباً بمسكنات لعدم تحمله الألم الشديد الذي اصابه نتيجة ارتطامه بحاجز حديدي.
نهاية غير سعيدة
مروة عادل "طالبة" كنت عائدة مع خطيبي الي منزل أسرتي بحلوان وبعد وصول المترو بسلام الي محطة حلوان هممت بالوقوف امام الباب.. ولكن للأسف نهاية "الفسحة" لم تكن سعيدة حيث فوجئت بالحادث.
أميرة محمد: كنت مع عمتي ولكن الحمد لله لم يصبني أذي.. وحتي هذه اللحظة لا أصدق ما حدث وكأنني في كابوس.. بينما قالت "عمتها" ميرفت محمد عبد الحميد.. الحمد لله علي ما حدث والمهم ان أخرج سليمة وأعود الي أسرتي فهذا قضاء الله وقدره وانا مؤمنة به.
حسين إبراهيم: اصطحبت طفلي إسلام "7 سنوات" لزيارة شقيقي بالسيدة زينب وفي طريق عودتنا كان طفلي يجلس علي رجلي.. ونتيجة قوة الارتطام طار في الهواء واصيب باصابات بالغة.. ثم انخرط الأب في بكاء شديد.
فاطمة محسن: استقللت المترو من السيدة زينب وهو وسيلتي المفضلة وما شاهدته اليوم كارثة لم أتوقعها.. لكن الحمد لله اصابتي عبارة عن كدمة بسيطة أعلي العين.
جمال أحمد الزين "كهربائي" كنت في دار السلام مع ابني "أحمد" لزيارة أقاربنا بمناسبة العيد وكنا نجلس في العربة الثانية وعند وصولنا لمحطة حلوان فوجئنا بصوت الارتطام وبعدها خرجنا من المترو غير مصدقين ما حدث.
لقطة
يرقد في المستشفي شاب يدعي وليد اصابته صدمة شديدة ولا يستطيع التحدث ويضع يديه علي رأسه وقد حاول باقي المصابين التحدث اليه.. لكنه لا يرد عليهم.