وداعا 2007

نودع هذه الأيام عام 2007 وننتظر عاما جديدا مليئا بالأحداث الكروية الساخنة، العام الحالي شهد إثارة لا مثيل لها ومفاجآت أذهلت المتابعين، وها نحن ننتظر العام المقبل بفارغ الصبر لمعرفة بطل افريقيا الجديد ومتابعة منافسات أمم أوروبا 2008 إضافة إلى منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية في بكين.

وتتمثل إثارة عام 2007 الكروية في العديد من الأحداث، فريق ميلان، الإيطالي نهض من كبوة النتائج المخيبة في الدوري المحلي ليظفر بلقب دوري أبطال أوروبا وينتقم من ليفربول الانجليزي الذي هزمه قبل عامين في نهائي البطولة نفسها، فيليبو انزاغي كان بطل المباراة بتسجيله هدفي ميلان، لكن البرازيلي كاكا كان ملك البطولة مسجلا عشرة أهداف أهمها ذلك الهدف الذي سجله بمرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي جعل من خلاله لاعبي الفريق الخصم يصطدمون ببعضهم قبل أن يضع الكرة في الشباك.

كاكا كان النجم الكروي الأبرز في 2007، فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من قبل الفيفا، وجائزة الكرة الذهبية المقدمة من قبل مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، ونال جائزة أفضل لاعب في بطولة العالم للأندية التي أحرز ميلان، لقبها في اليابان ليكون أول فريق أوروبي يضم الكأس العالمية لخزائنه، لكن كاكا أضاع على نفسه لقبا آخر عندما اعتذر عن عدم المشاركة مع المنتخب البرازيلي في بطولة كوبا أميركا 2007.

لم يتأثر راقصو السامبا تحت قيادة المدرب دونغا بغياب كاكا ورونالدينيو، وكان المستفيد الأول هو نجم ريال مدريد روبينيو الذي أمتع المتابعين بلمحاته الفنية الراقية، فقاد بلاده للحفاظ على كأس البطولة القارية التي أقيمت في فنزويلا، وتوج روبينيو هدافا للبطولة.

بطولة قارية أخرى حدثت هذا العام وشهدت مفاجأة مدوية، استطاع المنتخب العراقي التغلب على جميع الصعوبات ليحفر اسمه على سجل الشرف ويحرز كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت في أربع دول هي أندونيسيا وفيتنام وتايلاند وماليزيا، العراق فاز في المباراة النهائية على المنتخب السعودي بهدف نظيف سجله القائد يونس محمود الذي توج أفضل لاعب في المسابقة، وسجلت البطولة مفاجأة أخرى تمثلت في خروج المنتخب الأسترالي ونجومه مارك فيدوكا وهاري كيويل وتيم كاهيل من الدور الثاني في أول مشاركة لها بعد انضمامها لكنف الإتحاد الآسيوي.

يونس محمود نال المجد من جميع أطرافه في البطولة الآسيوية، لكن جائزة أفضل لاعب في آسيا ذهبت للسعودي ياسر القحطاني هداف البطولة بالاشتراك مع يونس والياباني تاكاهارا، وحامت الشكوك كالعادة حول قدرة الإتحاد الآسيوي بقيادة القطري محمد بن همام على إيجاد نظام عادل وقوانين منصفة لهذه الجائزة المرموقة خاصة وأنها تتجاهل إلى حد كبير الإنجازات الفردية للاعبين، لكن ياسر هو البطل الآسيوي في النهاية، واستفاد من هذا التكريم من خلال خوضه تجارب مع مانشستر سيتي الإنجليزي على أمل التعاقد معه في فترة الإنتقالات الشتوية.

النجم الساحلي التونسي أثبت حضوره بقوة عام 2007 عندما انتقم من الأهلي المصري حامل اللقب في الموسمين السابقين ليحمل كأس دوري أبطال افريقيا، والملفت في الأمر هو فوز الفريق التونسي على نظيرة المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في العاصمة المصرية القاهرةـ وانهالت الإتهامات على حكم تلك المباراة المغربي عبد الرحيم عرجون الذي لم يكن موفقا في إدارة اللقاء وأغفل ركلتي جزاء واضحتين للأهلي كانتا كفيلتين بتغيير مسار أحداث المباراة، لكن ذلك لا ينتقص من أحقية النجم في إحراز الكأس الافريقية التي أمنت له مقعدا في بطولة العالم الأندية حيث وصل الدور نصف النهائي قبل أن يخسر امام بوكا جونيورز الأرجنتيني 0-1.

وتمكن بوكا جونيورز بقيادة نجمه الفذ خوان رومان ريكيلمي والمدرب المحنك ميغيل روسو من إحراز لقب كأس ليبرتادوريس على حساب غريميو البرازيلي في الدور النهائي، لكن ريكيلمي لم يستطع المشاركة في بطولة العالم للأندية بسبب تأخر صفقة انتقاله نهائيا إلى البوكا قادما من فياريال الاسباني، فخسر الفريق الأرجنتيني نهائي البطولة أمام ميلان، بنتيجة ثقيلة بلغت 2-4.

وفي آسيا أصبح فريق أوراوا رد الياباني ثاني فريق من شرق آسيا يفوز بلقب دوري أبطال القارة بعد تخطيه سباهان أصفهان الإيراني في الدوري النهائي، ولم يكتفي بذلك بل أحرز الميداليات البرونزية في بطولة العالم للأندية بعد فوزه في مباراة تحديد المركز الثالث على النجم الساحلي بركلات الترجيح بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2، وكان نجمه البرازيلي واشنطن هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف.

اشبيلية الاسباني حافظ على لقب كأس الإتحاد الأوروبي بعد فوزه في المباراة النهائية على مواطنه اسبانيول بركلات الترجيح 3-1 إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2.

وانتهت تصفيات بطولة أمم أوروبا 2008 مؤخرا وشهدت خروج المنتخب الإنجليزي خالي الوفاض بعد خسارته من كرواتيا في مباراته الأخيرة، أما قرعة البطولة فأسفرت عن مجموعة حديدية ضمت مكل من فرنسا وإيطاليا وهولندا رومانيا.

وفاز المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه أغويرو كأس العالم للشباب، فيما نال المنتخب النيجيري لقب كأس العالم للناشئين.

وبعيدا عن عالم البطولات القارية، توج ريال مدريد بطلا للدوري الاسباني للمرة الأولى منذ أربعة مواسم، ونال إنتر ميلان، لقب الدوري الإيطالي مستفيدا من غياب يوفنتوس عن المسابقة وخصم 8 نقاط من رصيد ميلان، وأنهى مانشستر يونايتد سيطرة تشلسي على اللقب الإنجليزي في الموسمين السابقين، وظفر شتوتغارت بصورة مفاجئة بلقب البوندسل يغا مستغلا سوء نتائج بايرن ميونيخ العملاق، وأخيرا تمكن ليون من إحراز اللقب السادس على التوالي في الدوري الفرنسي ليثبت أنه رقم صعب يصعب التغلب عليه.

وهناك العديد من الأحداث المؤثرة التي شهدها العام الحالي لا يتعلق معظمها بالألقاب والإنجازات، حارس لاتسيو الإيطالي ماركو بالوتا أصبح أكبر اللاعبين سنا في تاريخ دوري أبطال أوروبا حيث لعب أمام ريال مدريد وعمره 43 عاما 241 يوما !

فابيو كابيللو قاد ريال مدريد لإحراز لقب الدوري الإسباني ثم أقيل من منصبه، وكانت الإقالة في مصلحته عندما صار ثاني مدرب أجنبي يستلم تدريب المنتخب الإنجليزي خلفا لستيف ماكلارين.

ودخل الايرلندي الشمالي ديفيد هيلي التاريخ الكروي الأوروبي من أوسع أبوابه عندما حطم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة بتصفيات بطولة واحدة لكأس الأمم الأوروبية مسجلا 13 هدفا توجته هدافا للتصفيات بلا منازع.

ليفربول الإنجليزي عانى من بداية سيئة في دوري أبطال أوروبا الموسم الحالي لكنه انتفض في النصف الثاني من مباريات دور المجموعات وحقق أكبر انتصار في تاريخ البطولة وجاء على حساب بيشكتاش التركي (8-0).

وشهد عام 2007 تألقا ملفتا للنجم الإيطالي المعتزل دوليا فرانشيسكو توتي، قاد روما لإحراز كأس إيطاليا وتوج هدافا للدوري الإيطالي قبل أن ينال جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي بعدما سجل 26 هدفا.

ويمكن أن نطلق على العام الحالي اسم "عام ميسيدونا"، لقد سجل النجم الأرجنتيني الشاب ولاعب برشلونة، الاسباني ليونيل ميسي هدفا في غاية الروعة بمرمى خيتافي في كأس اسبانيا يشبه إلى حد كبير الهدف الذي أحرزه مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا بمرمى انجلترا بنهائيات كأس العالم 1986، وعاد ميسي ليقلد مارادونا بتسجيله هدفا بيده دون أن يلتفت الحكم لفعلته في المراحل الأخيرة من الدوري الاسباني،

وحطم النجم الفرنسي تييري هنري الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة من قبل لاعب واحد مع المنتخب الفرنسي والذي كان بحوزة ميشيل بلاتيني حيث يملك في رصيده الآن 44 هدفا دوليا، ويذكر أن هنري انتقل الصيف الماضي من أرسنال إلى برشلونة، في الصفقة الأكثر إثارة لعام 2007.

ويمكن القول أن الحدث الكروي الأميز في عام 2007 تمثل في استقالة البرتغالي خوسيه مورينيو من تدريب تشلسي الإنجليزي بعد توتر علاقته مع إدارة النادي، ويجلس مورينيو الآن دون وظيفة منتظرا نهاية الموسم الحالي، علما بأنه رفض عرضا لتدريب المنتخب الإنجليزي.

وأصابنا الحزن هذا العام لوفاة اللاعب الاسباني الشاب أنتونيو بويرتا نجم اشبيلية الذي تعرض لحالات توقف في القلب خلال مباراة فريقه أمام خيتافي في الدوري الاسباني، وكان ينظر إلى بويرتا على أنه أحد ألمع نجوم المستقبل في الكرة الاسبانية.

ومن الحزن ننتقل إلى البهجة، بعد عملية لزراعة كلية أجراها المهاجم الكرواتي إيفان كلاسينيتش وهددت ليس فقط مستقبله بل حياته بالخطر، عاد لاعب فيردر بريمن إلى الملاعب بدعم من ناديه، وفي مباراته الثانية فقط بعد غياب عام كامل أحرز هدفين ليفوز بريمن على باير ليفركوزن 5-2.

وفي العام الحالي عدنا لنشاهد المباريات على ملعب "ويمبلي" الإنجليزي الشهير بعد أعوام من عمليات الصيانة والتجديد.

وأفرز عام 2007 عن ولادة عددا لا بأس به من النجوم الشابة في عالم كرة القدم نذكر منهم الاسباني بويان كركيتش لاعب برشلونة، ورويستون درينتي لاعب ريال مدريد الذي قاد منتخب هولندا لإحراز كأس أوروبا للشباب، والمهاجم الفرنسي المبدع كريم بنزيمة لاعب ليون الذي حجز لنفسه مقعدا أساسيا في تشكيلة "الديوك".

وأخيرا لا بد لنا الحديث عن المهاجم البرازيلي أفونسو ألفيس لاعب هيرنيفين الذي أحرز سبعة أهداف في مباراة فريقه أمام هيراكليس ألميلو في الدوري الهولندي.